وهو يسير بخطواته البطيئة بين ظلال الأشجار والسكون المخيم عليه يوحي بمدى التفكير
العميق فيما ألم به . لم أتبين ملامحه بعد وما إن وصلت بجانبه رأيت وجها غريبا ترى ما الذي
رمى به إى هنا ؟ وكعادة أي إنسان يثيره الفضول لمعرفة التفاصيل سألته :من أنت ؟!
قال : اظنك سوف ينتابك التعب حين تعرف من أنا !!
أجبته : وضح لي الأمر أكثر حتى أتبينه .
قال : أنا انسان كأي فرد عادي في هذا الوطن الغالي ولكني أرى نفسي برؤية خاصة إسمح لي
أن أعرفها لك وافهمها كما تشاء . ثم أضاف : أنا شمعة اتعبها ظلام الليل الطويل فلم تستطيع
الإستمرار فذابت حتى إنطفأت ...أنا شجرة مزق جذورها فؤس الفلاحين الضاؤبة لجنبات
الأرض صباح مساء ....أنا وردة لطالما اسعدتها نضارة الربيع لكنها لا تلبث أن تذبل من
حرارة القيظ ...أنا كتاب كتب على صفحته المقدمة وبقية الفصول ولكن المؤلف وضع الخاتمة
مفتوحة حتى تحين في يوما ما ....أنا....قلت :- حسبك يكفيك أنك في النهاية انسان بكل ما
تحمل هذة الكلمة من معان انسانية عظيمة .
قال :- كأنك تريت أن تختصر كلامي حتى لاتصاب بالحيرة أكثر وبالغموض ألم أقل لك
إن ستتعب ؟!!
أجبته :- كل ما هنالك إنني أحاول أن أعطيك الصورة التى تدرك بها حقيقة نفسك لتعرف
دورك في الحياة وإن تصرفت بك الأحداث وانكفأت بك الظروف فستبقى أولا وآخرا انسان له
قيمة إجتماعية مميزة على صفحة الدنيا سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمع الذي
تعيش فيه .
قال : أرى الصواب فيما تقول....أضفت إليه : بل عين الصواب إن نحن أزحنا الأغشية
التى تحيط بأنفسنا لوجدنا الصفات الحميدة والرائعة التى نتمتع بها ولكننا تحت وطأة الظروف
الحياتية الصعبة التى تمر بنا ندعها في طي النسيان .ولكن الأهم في الموضوع أن تعرف
قيمة نفسك أنت .
يسأل :- أتراني أصبوا إليه ؟
أجبته :- بكل تأكيد إن أنت استطعت أن تقطف الوردة العطرة الشذا الرائعة الشكل من بين
أحضان الشوك الدامي بإصرار وعزيمة يغلفها إيمان صلب....حتما ستصل .
...من نـــــــــ قلمــي ـــــزف .....
تــحـيــــــــاتـي